مصر تستضيف النسخة الثامنة عشر من مناورات النجم الساطع
أصبحت مناورات النجم الساطع خلال 4 عقود من انطلاقها القناة الرئيسية للتعاون الدفاعي بين دول الشرق الأوسط، وازداد نطاقها في الاتساع عامًا بعد عام حتى أمست واحدة من أكبر فعاليات التدريب العسكري في العالم، يجتمع فيها الشركاء والحلفاء حول هدف يتجاوز الحدود القومية، وهو أمن الشرق الأوسط والدفاع عنه.
زخم متزايد
تستضيف مصر النسخة الثامنة عشر من مناورات النجم الساطع لعام 2023 بالشراكة مع الولايات المتحدة في قاعدة محمد نجيب العسكرية ومواقع أخرى في جمهورية مصر العربية، وتعد هذه النسخة واحدة من أضخم فعاليات المناورات منذ انطلاقها عام 1980، حيث يشارك فيها نحو 8 آلاف عسكري يتولى كل منهم مسئوليات محددة وأدوار تكتيكية مرسومة بعناية لضمان تحقيق الأهداف التدريبية المتفق عليها.
وقد بدأ هذا التعاون الدفاعي الاستراتيجي في فترة مبكرة، حيث شهدت الدورة الافتتاحية من النجم الساطع عام 1980 إرسال الولايات المتحدة لفريق تدخل سريع من القوات الجوية والفرقة 101 المحمولة جوًا للمشاركة في التدريبات إلى جوار القوات المسلحة المصرية، واتسع نطاق التدريبات منذ ذلك الحين على نحو كبير بما يعكس ثقة الحلفاء في التعاون كآلية أساسية لتطوير المهارات والخبرات العسكرية الدفاعية في مواجهة المنظمات الإرهابية والدول المعادية على حد سواء.
حلول هجينة لتحديات هجينة
يستدعي التعامل بنجاح مع خطر الإرهاب التحلي بمرونة تكتيكية ستكون محل التركيز في النجم الساطع 2023 ، فالهدف المُعلن لهذه النسخة من المناورات هو دعم التكامل بين الوحدات العسكرية في العمليات متعددة المهام والميادين، مع ضمان الاستجابة السريعة والاتصال وتنسيق التحركات، وقد قام قادة عسكريون من عدة دول بوضع أجندة التدريبات على نحو يدعم تحقيق هذه الأهداف.
وتشمل أجندة التدريبات الهجينة عمليات للقوات البرية والبحرية والجوية باستخدام الذخيرة الحية وفي محاكاة كاملة للظروف القتالية باستخدام أسلحة متطورة تم شحنها من شتى أنحاء العالم إلى مصر. وتتنوع المهام الموكلة إلى القوات المشاركة لتشمل مكافحة الهجمات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، والقتال الجوي، والإخلاء الطبي الميداني، والرماية بالذخيرة الحية، والأنشطة التقنية والبدنية، ومكافحة هجمات الطائرات المسيّرة، وغيرها من مهام متعددة الفروع.
تقام نسخة 2023 من النجم الساطع تحت شعار “شراكة ممتدة”، ويعكس ذلك أهمية شراكة دول الشرق الأوسط والعالم لضمان أمن المنطقة ومكافحة التهديدات الإرهابية، وتقدم هذه الشراكة العديد من الامتيازات للأطراف المعنية كافة، فتستفيد الدول الغربية المشاركة من خبرات القتال في البيئة الصحراوية، بينما تستفيد دول الشرق الأوسط من خبرات التعامل مع الأسلحة الأمريكية الحديثة واستخدامها في الدفاع ضد التحديات الراهنة.